أمة السند

السلام عليكم

ابدأ حديثي بحديث خير الأنام “كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع”
منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا ألاحظ محتوى الرسائل الإلكترونية التي تصلني
سواءاً على مواقع التواصل الاجتماعي أو على بريدي الإلكتروني
خلصت إلى أني أتلقى أحد ستة أنواع
1- حديث موضوع أو في أحسن الأحوال ضعيف
2- خبر غير معروف من راويه ولا طريقة الرواية ولا حتى تأكد المرسل منه قبل الإرسال
3-رسائل أجنبية
4- رسائل عن إدارة الذات والوقت وغيرهما
5-رسائل من بعض المجموعات البريدية
6-أخرى

بالنسبة لي غير مهم آخر أربع أنواع
ففيها الغث والسمين والجيد والسيء
وإنما الكلام سيتمحور حول أول نوعين
والله العظيم أني صرت أشك في كل حديث يصلني على البريد الإلكتروني
وكم من المرات أتذكر أني راسلت إخوة بأن الحديث ضعيف
منهم من يستجيب لي ويرسل لمن أرسل لهم الحديث
آخرون لا يهتموا ولا يردون أصلاً
وآخرون يقولون لك المهم العبرة
يا سلام لو كان المهم العبرة لصحت كل أحاديث الفضائل
ولمحي الحديث “من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار”
وبما أن الموضوع متعلق بالرسول عليه السلام والكذب عليه فالغالبية العظمى لا تعارض
لذا لا مشكلة بالأغلب في الاستجابة لكن المشكلة في ردة الفعل التي قد تكون نوعاً ما سلبية
فلا يعاود تنبيه من أرسل لهم الحديث

النوع الآخر أصعب نوعاً ما
لأن الناس تقلل من شأن هذا النوع
فالنوع الأول كما قلت سهل
لكن هذا النوع نوعاً ما صعب
أتذكر أني نبهت صديق في مقولة ينقلها عن شيخ جليل
(المقولة جميلة جداً بالمناسبة لكنها كانت غير معلومة المصدر)
فقال لي يا أخي العبرة واضحة
صدقني لو أن سلفنا الصالح تصرف بحسن النية هذا
لوصلنا بضعة أخبار حسنة النية لا تعلم ما الصادق منها من الكاذب
(بالطبع حفظ الله هو ما ألهمهم هذا)
ولما أستطاع الإمام الألباني بعد ألف سنة من بعثة الرسول أن يكتب كتباً بالأسماء التالية
سلسلة الأحاديث الصحيحة
سلسلة الأحاديث الضعيفة
صحيح الترغيب والترهيب
ضعيف الترغيب والترهيب
لاحظ أن كثير من التصحيحات التي تمت هنا تمت استناداً إلى كتابات السلف
فلو أن السلف تهاونوا ونقلوا غير الحديث بدون سند ما استطاع الألباني أن يفند أو يكون حجج تصحح أو تضعف حديث

أستغرب أن نأتي بعد كل هذا الجهد ورحل البحث التي قام بها سلفنا في سبيل هذا الدين
فيكون ما نقدمه لهم هو “العبرة واضحة”
اسألكم بالله إلا أعدتم تفكيركم في هذه النقطة
فلا يصح أبداً أن تكون أمة السند آخر من يعتد به
ولا يصح أبداً أن تكون غالبية الرسائل التي نتداولها بيننا واقعة تحت أحد أمرين إما كذب وإما غير معلوم مصدرها

تحياتي

Tags: , , , , ,

Leave a Reply