رسالة إلى الجامعة الإسلامية

محمد من مواليد معسكر الشاطئ بغزة
الابن البكر لوالديه
عبارة عن شعلة من النشاط تمشي على قدمين
ضحكته تبعث السعادة في قلوب الآخرين
محبوب بين زملائه في الجامعة
محبوب بين أترابه في المسجد
يدرس في المستوى الأخير من هندسة الحاسوب
له أخ أصغر منه يدرس في كلية الصيدلة
يداعبه محمد بين الفينة والفينة
ويخبئ بعض كتبه الدراسية
صحيح أنهم من أسرة متوسطة
تعتمد على راتب والده الذي يقبضه من التعليم
إلا أنهم كانوا هانئي العيش
مرتاحي البال
بعد الأحداث المؤسفة التي دارت في الساحة الفلسطينية
ساء وضع الأسرة
وازداد الوضع سوءاً مع ارتفاع أسعار الأطعمة الغذائية
ثم ما زاد وغطى انقطاع الرواتب عن العاملين في قطاع غزة
أصبح الأب عاجزاً عن إعالة الأسرة
خصوصاً بعد أن نفذت مدخراته
أخذ يستدين من هنا وهناك لكي يوفر للبيت لقمة العيش
تعذر عليه دفع أقساط الجامعات
أصبح محمد مهدداً بالحرمان من الدراسة لهذا الفصل
خصوصاً بعد أن قررت الإدارة أن لا يكون التسجيل إلا بعد دفع ست ساعات
وحاول أبو محمد أن يقوم بتوفير القسط الجامعي له
لكنه لم يتمكن إلا من جمع نصف المبلغ
بحث هنا وهناك لكن الوضع أصبح يضيق على الجميع
جاء الفرج من الجامعة عندما قامت بإتاحة التسجيل للطلاب بعد دفع ثلاثة ساعات
قام محمد بالتسجيل
صحيح أنه واجه صعوبة في تسجيل متطلبات الجامعة
لكن مشكلته حلت بعد أن اضطر للذهاب إلى عمادة القبول والتسجيل
ومرت الأيام وزاد الحال سوءاً
وفي خطوة غير مسبوقة
قامت الجامعة بمطالبة الطلاب بتسديد باقي الرسوم
لكن الوضع لا يسمح فالطلبة بالكاد سددوا الثلاث ساعات الأولى
كان محمد يعتمد على القروض التي تقدمها الجامعة
قامت الجامعة باشتراط أن يدفع الثلاث ساعات قبل نزول القروض
وإلا ستحذف التسجيل المؤقت
لم يجد محمد بداً من أن يقوم بتأجيل الفصل
لعل وعسى أن تتحسن الأوضاع
توجه محمد إلى صنعة الحدادة
ليساعد أباه في مصروف البيت
بعد عودته من يومه الأول في العمل كتب في كراسته
لماذا يا جامعتي فعلتي ذلك ألست ابنك
هل يعقل تترك الأم الرؤوم ابنها يموت من الجوع لمجرد أنها جوعى
وهل يقتل الأب ابنه لمجرد الإملاق
وهل يحق له طرده من بيته لأنه لا يملك الزاد
هل يهنأ له العيش بعد ذلك

رسالة إلى الجامعة الإٍسلامية
هل سننتظر ليظهر إلى الوجود محمد
أم أن هناك خطوات عملية لحل المشكلة
كل أمل في عطف الجامعة
تحياتي
شهيد الأقصى

2 تعليقان to “رسالة إلى الجامعة الإسلامية”

  1. يقول أبو مروان:

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    حقيق علي الجامعة أن تعلم أن هذه الظروف يمر به الكافة في غزة وتراعي ذلك علي أن تشترط التسديد فيما بعد وأين الحكومة من هذا أيضا

    الله يكون في عون الفلسطنين

  2. يقول admin:

    القصة لم تحدث فعلاً يا أخي
    لكني أحاول أن أتصور بعض الأحداث التي قد تحصل
    حصلت إلى عند مطالبة الجامعة الأخيرة
    ربنا يستر
    م.علاء

Leave a Reply