تراجع الشعر في العصر الحديث

الشعر بضع كلمات مرتبة بطريقة جميلة
تقرأها فلا تعود كما كنت قبل قراءتها
كلمات منظومة كأنها ثوب مطرز
تحس الإبداع في كل سنميتر منه
لو قطع من هذا الثوب قطعة صغيرة
لأحسست بأن هناك شيء ناقص
هذه هي نظرتي للشعر

ربما المشكلة الرئيسية التي تواجه الشعر في زماننا هذا
أن تطور العلوم الأخرى أدى إلى تراجع علم الكلام
لم يعد الناس يتطلعون له كما كان في القرون الماضية
لا تقنعني أن الكثير يحبون الأدب
في عصرنا الحديث
بشكل عام ثورات التكنولوجيا
جعلت المرء لا يجد الفرصة للاستمتاع بالأدب
الكل يتعلق بما هو مرئي أو على الأقل مسموع
وعلى هذا الأساس نقلت الرواية و القصة بشكل كبير
بالطبع ليس بشكلها المكتوب وإنما بشكلها المرئي
وهذه النقلة جاءت على حساب أداب أخرى
كالشعر والخاطرة
بينما ظلت آداب على الحياد
مثل الخطبة والموعظة
في أيام العروبة الأولى
كان الشعر بمثابة المتنفس الوحيد للعرب
فحياتهم بلا شك كانت قاسية
لهذا برعوا فيه بل وكان البعض يشتهر بألوانه
على أي حال لا أعرف لماذا أصدع رؤوسكم بهذه الفلسفة
هل هناك من سيستفيد بهذا الكلام
لا علم لي إنما هي محاولة مني للثرثرة
بل وأكثر من هذا لا أعلم لو كان هذا الكلام مفيد أصلاً
على أي حال يمكننا القول بأني أعشق الأدب بشكل عام
وأعشق الشعر بشكل خاص
وإن كنت لا أجيد الوزن
كما أني أعتقد أن ما أكتب ليس بالجودة التي تحدثني بها نفسي
لكني مصر أني أصلح كقارئ
على كل حال كل ما كتبت هنا يذكرني برائعة الدكتور خالد أحمد توفيق
أرض الظلام من سلسلة ما وراء الطبيعة
لكي أختصر عليكم الموضوع
القصة تدور في عالم موازي
بمعنى انه أرض أخرى غير أرضنا
وتتكلم عن نيزك ضرب الأرض في ذلك العالم الموازي
وهذا النيزك سبب في حجب ضوء الشمس
وهنا نصل إلى النقطة الرئيسية
يقول دكتور خالد في الرواية على لسان أحد أبطالها بتصرف
“بسبب ذلك تراجعت الفنون المرئية أمام الفنون المسموعة”
طبعاً واضح أن عالم لا نور فيه لا معنى للفنون المرئية فيه
هذا ما أقصده تماماً
تغير الزمان يؤدي إلى تغير تفكير البشر
وهذا يؤدي إلى تغير طباعهم وعاداتهم
في النهاية تجد أن ما كان بالأمس آية في الجمال
أصبح اليوم بلا معنى أو حتى آية في القبح
أطلت عليكم في كلام متشابك ومحاور مختلفة

لكن يظل
الشعر بضع كلمات مرتبة بطريقة جميلة
تقرأها فلا تعود كما كنت قبل قراءتها
كلمات منظومة كأنها ثوب مطرز
تحس الإبداع في كل سنميتر منه
لو قطع من هذا الثوب قطعة صغيرة
لأحسست بأن هناك شيء ناقص
هذه هي نظرتي للشعر
فهل لديكم نظرة أخرى؟
شاركوني آراءكم

تحياتي

Tags: , , ,

4 تعليقات to “تراجع الشعر في العصر الحديث”

  1. يقول shado:

    احسدك على صمودك الادبي …في زمن حتى العرب اصبحت لغتهم العربية ثقيلة ..كالاخ الذي امامك …
    لكن ما زلنا نستقي التكنولوجية وضرباتها من تلك العصور الشعرية .. وايام المعلقات

    لي صديق بالجامعة اقرن برنامج له بمعلقة شعرية فقال..”اول معلقة برمجية ”

    نحن لا نستطيع ان نتخلى عن الادب حتى لو كنا ضاهريا …لا اعتقد بسبب عشقنا له ..
    السبب الوحيد هوا اتحافنا بالادب عبر 12 سنة في المراحل ما قبل التعليم العالي ..
    الا ما استثنا ربنا كمخلوقات مثلك تحب الادب بالاصل …”كالعادة اطروحاتي من كل ارض فكرة عوجاء ”
    المشكلة ليست فقط بالمرئيات وهجران القراءة وحب السماع ..بل ايضا العصر اصبح له متطلباته …تلاحظ عند دخول بعض مواقع الاغاني ..ان الموقع يعرض كلمات الاغنية
    لكن المستمع يفضل ان تكون الاغنية مع animation موسيقى ..والطبع الاغنية دون فيديو كليب ..احم احم ..لا تصلح ..ففين مودينا انتا ايام القراءة وصفحات لا نرى فيها الا خط اسود وصفحة بيضاء …

    تحياتي اديبنا ..
    الله معك ..

  2. يقول admin:

    ليس الموضوع موضوع صمود أدبي فقط
    هل تعتقد أن الأمم تقوم لأنها تقرأ بلغات الآخرين
    أنا مقتنع أن هناك عباقرة لا يستطيعون التعامل مع الإنجليزية
    لهذا فأنا أرى أن الكتابة بكل أنواعها سواءاً كانت الأدبية أو العلمية
    تساعد على نهوض اللغة وتطورها
    ولهذا أنا أصمم على أن أكتب بالعربية
    وإن كان الكثير لا يفهم أسلوبي أو لا يستوعبه

    دعك مني ولنتكلم عن ردك
    بصراحة أجد كلامك مقنع
    لو لاحظت تجد أن الفنون المسموعة أيضاً بدأت تعاني تراجعاً حاداً
    هل تتخيل الأغنية بدون تصوير لها
    ماذا عن التمثيلية الإذاعية؟
    أصبحت برأيي مبتذلة جداً
    وأظن هذا راجع إلى كون البصر هو ملك الحواس كلها
    فهو يعطيك خيالاً واسعاً
    بينما السمع ينهك المستمع بعملية التخيل

    على كل مرورك أسعدني
    وليس لي إلا أن أقول لك لغتك العربية ليست بهذا السوء
    لكنك لا تركز في الكتابة على فكرة واحدة

    تحياتي

  3. يقول ابن اليمن:

    الشعر الحر إبداع خلاق ام تراجع في الأدب

    هذه الدراس تبحث في التجديد الذي طرأ على الشعر العربي وارجو مراعاة عدم المامي الشامل والكافي في مختلف جوانب الشعر الجاهلي والقصيدة الكلاسيكية او الحديثه على حد السواء. فأنا هنا لست الا بصدد تقديم دراسة متواضعه جدا, عميقة في المقصد والموضوع لكن قد تكون سطحية في التفصيل و الالمام. لذلك ارجو عدم الحكم علي بعدم الكفائه أوالاهمال وارحب جدا بالنقد البناء. والله الموفق

    الشعر عند العرب كان ولا يزال له مكانة عظيما جدا. حتى انه في العصر الجاهلي كان الفيصل والحكم. ويعتبر الشعر الوسيلة التي انتقل بها تاريخ العرب ايام الجاهلية ووصل الينا محافظا على ذكريات وتاريخ العرب. فعند الامم الاخرى عرف التاريخ من خلال الابنية والاثار المتروكة, لكن عند العرب عرف التاريخ عن طريق الشعر. وفي كثير من الاحيان كان قائد القبيلة وفارسها شاعرا فصيحا يقيم الحرب وينهيها بشعره.

    والشعر كغيره من الفنون لها تاريخ نشأة ومراحل تطور. ورغم اهمية الشعر لا انه لم نعرف محاولات العرب الاولى في الشعر. فكل ماوصلنا من الشعر كان مكتمل البناء رصين الاسلوب تام الاركان.

    وقد مر الشعر عبر العصور منذ الجاهلية حتى يومنا الحاضر بتطورات وتغيرات كثيره منها ما كان في العصور الاموي والعباسي والمملوكي ولكن اكثرها واعمقها كان في العصر الحديث وتحديدا في مطلع القرن العشرين. حيث نشأ شعر يكاد يكون مختلف تماما عن الشعر المقفى والموزون بالبحور المعروفه التي قدرها واصلها العالم الجليل الخليل بن احمد الفارهيدي.
    فقديما وحتى بداية القرن العشرين كانت القصيدة العربية لاتخرج كثيرا عن وحدة الوزن والقافية, وان خرجت عن القافية كما في فن الموشحات. لكن في الغالب تحافظ على وحدة الوزن والموسيقى. لكن جاء الشعراء في العصر الحديث وبدئوا بالخروج بشكل كبير عن من سبقهم في هذا الفن العظيم. وجددوا فيه كثيرا فاخذ اشكال مختلفه كالشعر المرسل. فنظم منهم قصائد لم تكن مالوفه من قبل حتى ان بعظهم جدد كما لم يسبق, وكتب في القصيدة كل بيت على قافية مختلفه. ومن هؤلاء ادباء المهجر الشمالي والذين ابدعوا ما سمي بالنثر الشعري, القصيدة النثرية, او الشعر المنثور.

    وأما في مصر تحديدا فقد بدأت اول محاولات للشعر الحر التي شقت طريقها سنة 1927 او 1929 عندما نشر احمد ابو زكي ديوانه (الشفق الباكي) وفيه بعض تجارب من الشعر الحر لكنها كانت غير كامله ولم تنضج بعد بالشكل الذي نعرفه اليوم.

    وبعيدا عن هذا كله, يرى كثير من نقاد الوطن العربي مثل “الغذامي” ان الشعر الحر تجربة شعرية ابداعيه بالطريقة والاسلوب والشكل والمسيقى لكن في اول الامر ومن ناحية تاريخيه لها اساس في الشعر الجاهلي وليست نشاز بجوهرها واصالتها. فهي ليست الا علاقة فنية بين الامس واليوم. ويستشهد لذلك بنصوص وردت من الشعر الجاهلي خرجت عن النظام والمعاير الخليلية للاوزان. ومن هذا المنطلق فان الخروج عن معاير الخليل للاوزان لاينفي صفة الشعر عن النص. ويعرض الدكتور الغذامي نموذجا من قصيدة عبيد بن الابرص التي يقول في مطلعها :
    افقر من اهله ملحوب
    فالقطبيات فالذنوب
    ويرى الدكتور ان هذه البيات جأت على اوزان شعرية سبعه خلافا لما اصله الخليل, ويتضح ذلك من خلال النظر في كيفية مزج الشاعر للاوزان في القصيدة الواحده. ولايمكن الحكم على الوزن الشعري ككل وكنمط واحد, لكن لكل شطر وزن.
    ويعتقد الغذامي ويدعم ذلك بالدليل ان اوزان الخليل والمنهج الذي اصل فيه علم العروض ليس الحكم الفصل والاخير في امر الموسيقى الشعرية لا في عهد الخليل ولا ما سبقه من عهود او ما تلاه. ويستشهد بذلك في قول الزمخشري: (والنظم على نحو مخترع خارج عن اوزان الخليل, لا يقدح في كونه شعرا, ولا يخرجه عن كونه شعرا).
    وكذلك عند الحديث عن موسيقى الشعر الحديث, نجد ان التنويع في الاوزان والقوافي في بناء القصيدة التي اعتدنا ان نراها موحدة الوزن والقافية, ما هو الا نوع من كسر الرتابة و التكرار في الاسلوب. وهو بلا شك تطور طرأ على القصيدة بما يناسب توجه العصر. فذوق قاريء القصيدة اليوم يختلف كثيرا ,وبشكل تأثر بالحياة الميحطه به التي اضحت كثيرة التنوع ومليئه بتجارب مختلفة, عن الحياة في الامس البعيد, حياة اهل البادية وما بعد الفتواحات الاسلامية وحتى القرن العشرين. فالحياة في يومنا الحاضر تختلف بشكلها واسلوبها. فالعربي قديما كان يعيش في الخيمة بسيطا, ويركب الجمل والخيل و يجول الصحراء بحثا عن الكلأ والماء عندما نشأ الشعر العربي والقصيدة الجاهلية. وحتى بعد الفتواحات الاسلامية تغيرت حياة العرب بشكل كبير لكنها لم تتغير كتغيرها الان في وقتنا الحاضر. وكان لايزال فيها نوع من التكرار والنسق البسيط. لذلك كان الشعر بسيطا وموحد الوزن والقافية في اغلب حالاته. لكن الان وقد تبدل الحال كما نعرف وتغيرت الحياة تغير شبه جذري في كل النواحي واصبحت اكثر تعقيدا واكثر تفصيلا وتنوعا, كان لابد للشعر وللشعراء الذين هم لسان الامه ومرأتها ان يستوعبوا كل هذه التطورات وكان لابد للشاعر من ان يجد طريقة اكثر عملية تستوعب الواقع وتبحث في قضاياه المتشابكة. وقد تم ذلك من خلال استخدام طريقة مختلفه وقابلة للتنويع وطريقة اكثر مرونةوالتي انتجت الشعر الحر.
    اضف الى ماسبق ذكرة, ان الشعر الحر قد يكون بطريقة او باخرى نتيجة لتعرض الحضارة العربية لحضارات مثل الحضارات الاوروبية وتاثرها بادبها وشعرها.فالشعر في اللغات الاخرى مثل الانجليزية والفرنسية ليس مقفى ولا موزون كشعر العرب. لذلك عندما احتكت حضارة العرب بالغرب وحدث الاتصال وتبادل الثقافات المختلفة تاثر الشعر العربي بشعر الغرب واُنتجَ الشعر الحر. ويظهر هذا بوضوح بحقيقة انه كان هناك الكثير من الشعراء ممن ادخلوا هذا الشعر للعرب بسبب تاثرهم بالغرب وادبهم. وكان من هؤلاء امثال أمين الرياحاني الذي اصدر ديوانه هاتف الاودية في عام 1910. وقد يعيب البعض هذا الأمر ويعتبره تصدع في اصالة الشعر العربي, لكن في الحقيقة كما ذكرنا سابقا ان العرب خرجت عن الوزن في بعض الاحيان رغم انه لم يكن شائعا كما هو الان لكنه ورد وهذا لايعتبر عيبا. وفي عصرنا هذا, الامر ضروري, فتبدال الاساليب والطرق بين الثقافات سنة للكون.

    الخلاصة:
    الشعر الحر تطور عصري في الشعر وهو ضروري للشاعر كي يحاكي الواقع بطريقة متحرره وعملية ,موصله للفكرة باكثر من شكل وغير مملة.وهدفه التجديد وكسر الملل والتحرر من القيود. ولكن يجب مراعات المحافظة على الاسلوب الاصيل في الشعر القديم من ناحية جودة النسق وعمق المعنى والبلاغة.
    وانا ارى شخصيا ان الشعر الحر هو توجه من توجهات الشعر او اسلوب ويجب على الشاعر كذلك ان يدقن قرض الشعر القديم بجودة فهو الاصل وبذلك يكون قد ادقن الشعر باكثر من اسلوب. وان الشعر الحر لايعتبر جيدا اذا اكثر الشاعر من تنويع القافية والوزن و حرف الروي لان ذلك ببساطه يظهر عدم المام الشاعر بالغة وقدرته على التحكم بها وتوفر الموهبة. وهذه قد تعتبر ثغرة يتسلل منها دعاة المقدره الشعرية والموهبة وهم بالاساس ليسوا اهل لذلك.

  4. يقول admin:

    أشكرك على مشاركك لنا بهذه المقالة الجميلة
    مع اختلاف ما نتكلم عنه
    أنا أتكلم عن تراجع جمهور الشعر وأنت تتكلم عن تراجع أداء الشعراء
    إلا أني استمتعت جداً بقراءة تعليقك

    تحياتي

Leave a Reply