اللغة العربية ومصطلحات العصر

السلام عليكم

كيف حالكم جميعاً
لي مدة لم أكتب مقالات
ربما لأني لم أجد مواضيع جيدة للكتابة
ربما لأني لا أجد وقتاً لكتابة هذا النوع من الأدب
(هناك اختلاف على كون المقال من الأدب لكنه على الغالب كذلك)
أحاول في هذه الأيام أن أعيد هيكلية جيش الفئران الخاص بي
يبدو أني موشك على دخول حرب مع أحدهم
ماذا تريدون أن أخبركم من هو
بالطبع لا
أعتقد أني سأتبع استراتيجية المفاجأة في هذه الحرب
أظن استراتيجية المفاجأة في الحرب
تتلخص في كون الهجمة الأولى مفاجئة للعدو
سواءاً من ناحية المكان المضروب أو نوعية الهجمة أو موعد الهجمة أو الهجمة نفسها
(أقصد أن تكون الهجمة نفسها مفاجئة للعدو فهو يعتقد أنك ضعيف لا تستطيع مهاجمته مطلقاً)
حالياً انتهيت من مرحلة التعبئة
وعينت الأخ علاء قائداً عاماً للجيش
(ماذا لا تعرفون الأخ علاء ممممممم راجعوا هذه التدوينة)
وهو يعد الآن العدة لساعة الصفر
على كل حال أرجو أن تدعو لي وللأخ علاء
موضوع اليوم من المواضيع التي تدمي قلبي دائماً
ولا أعرف من أين أبدأ أو كيف أبدأ
بعد تفكير عميق قررت أن أبدأ من موقف حصل معي في دورة من الدورات
المدرب يقول هل تعرفون ما ترجمة tag في العربية
أجبت أنا وسم
المدرب صحيح لكنها ترجمة حرفية
أنا وما الترجمة غير الحرفية
رد علي قائلاً هذه الكلمات لا تأخذ إلا بلغتها
يا سبحان الله وكأنها في لغتها بليغة وفي العربية غير بليغة
ثم أخذ يستعرض المدرب بعض الألفاظ ذكر منها صنف وباني الكائنات
فسألته ولماذا قبلتها في لغتها ولم تقبل التعريب مع أنها غريبة في لغتها أيضاً
فلم يحري جواباً
فقلت أنا الموضوع لا يتعدى كونك تعودت عليها في لغتها
بالطبع هو لم يحر جواباً وأخذ يردد بعبقرية لا يصح ترجمتها
طبعاً تجاهلته أنا تماماً لأن هذه العينة من البشر لا تتعدى كونها ببغوات تكرر ما تسمع

لكن الموضوع بشكل عام أثار حفيظتي بشكل كبير
وقررت أن أفكر في السبب (الأسباب) في مثل هذه الظاهرة
هناك ثلاث نظريات تحوم حول نقطة تقبل الناس للألفاظ الإنجليزية ورفضهم للبديل العربي ألا وهي
1- التعود على اللفظ الأجنبي بحيث لا يتخيل الإنسان اللفظ العربي
2- عدم وجود مرجع موحد لترجمة هكذا مصطلحات
3- عقدة نفسية تسمى عقدة الأجنبي
كل ما هو أجنبي جميل وأخاذ ويجب أن يتبع

سأبدأ بالنظرية الثانية
بعد تفكير عميق في الموضوع وجدت أن هذه النظرية على صحتها فهي ليست السبب الرئيسي وإنما نقطة فرعية
بل إن الأجانب نفسهم يطلقون أكثر من مسمى على نفس الشيء
مثل method function procedure كلها تدل على نفس المعنى تقريباً وكلها تشير إلى نفس الشيء
لهذا أستثني النقطة الثانية من كونها سبب رئيسي وأدرجها تحت عنوان نقطة فرعية تدعم النقطة الرئيسية

بالنسبة للنظرية الثالثة
ربما أستطيع تسميتها بعقدة السيد والعبد
لا أعرف شيئاً عن علم النفس لذا لا أريد أن أخرف بما لا أعرف
لكنها على الأغلب نقطة قوية جداً
لأن الكثير من أبناء اللغة العربية
انبهروا بالحضارة الغربية أيما انبهار
وكما قلت هذه النظرية لا يمكنني تفنيدها بنفسي
أتمنى لو أن هناك طبيب نفسي يفند هذه النقطة

بالنسبة للنظرية الأولى أعتقد أنها مربط الفرس
وأن من هنا تأكل الكتف
التعود على الشيء يولد ألفة
تخيل لو مكثت في قناة حوار عربية عشرة أيام تتكلم عن الدوال وأهميتها
طبعاً الحديث بالعربي كلية وبمصطلحات أجبروك عليها
ثم تعال بعد أيام وحاور من ينطق المصطلحات بالإنجليزية ستستعجب من غرابة الكلمات
وأنا لا أقول كلام لا أعرفه أو أتخيله
أنا أقول كلام عن تجربة
أنا عضو فعال في منتدى الفريق العربي للبرمجة
في هذا المنتدى يشترط على المشارك أن يكتب بالعربية
طبعاً لم يشترط كتابة المصطلحات
لكن الأخوة جزاهم الله يترجمونها
طبعاً أنا وبحكم كون دراستي باللغة الإنجليزية كنت أستغرب من الترجمات التي كانت تطرح
لكن الآن وبعد مرور خمسة سنين تقريباً على مشاركتي في المنتدى فأنا أستغرب العكس
سيقول البعض ربما مجرد تهيآت أو أني حالة خاصة لسبب ما
سأرد وأقول لدي أمثلة كثيرة تأكد نظرية التعود
مثلاُ كلمة blog ترجمتها كلمة مدونة
الكلمة غريبة نوعاً ما
لكن في أوساط المدونين العرب قلة ما تسمع عن blog
بل وأصبحت تسمع جميع اشتققات الفعل مثل مدون ودونت وتدوينة
لماذا ؟؟؟ لأنه التعود
أحياناً التعود قد لا يكتفي بمجرد أن يبقى تعوداً
أحياناً يتجاوزه إلى أن يصل إلى عرف يتعارف عليه الناس
مثال على ذلك جوجل محرك البحث الشهير
أضيف حالياً إلى قاموس أكسفورد الفعل google وهو فعل يعبر عن القيام بالبحث في جوجل
فيقال للإنسان يسأل عن شيء google it
أي ابحث عنها باستخدام جوجل

في الختام
أياً كانت المشكلة فأعتقد أن هناك كلمة يجب أن تقال
اللغة العربية كانت في أحد الأيام سيدة اللغات
أظنها قادرة على استعادة السيادة بكل تأكيد

أتمنى لكم التوفيق
تحياتي

Tags: , , , ,

2 تعليقان to “اللغة العربية ومصطلحات العصر”

  1. يقول Salam:

    يعطيك ألف عافية مسيو علاء .. بقدر غيرتك على اللغة العربية
    بس متل ما حكيت هيا مسألة تعود ..
    يعني أحيانا بقرأ شرح باللغة العربية عن موضوع تكنولوجي معين ..
    صدقني ما بفهم هالإشي الكبير لانو بدي أضطر كل كلمة أترجمها للقاموس اللي بعرفه
    مكتبات .. كائنات .. خيوط .. واجهات .. خادم .. مكدس .. …………….الخ
    اللوم يقع على المسؤولين عن تعريب هكذا مصطلحات ..
    ووضع البدائل العربية لها .. ونشرها ..

  2. يقول admin:

    وأنا أؤيد كلامك
    حتى أنا أحياناً أعاني من نفس الشيء
    وأفضل حل وجدته لهذا الموضوع
    هو أن أكتب الكلمة العربية وبجانبها المصطلح الأجنبي
    لعل وعسى

    تحياتي

Leave a Reply